بعد مرور 100 يوم على تشكيل زعيم الليكود بنيامين نتانياهو لحكومة اليمين المكوّنة من 31 وزيرا معظمهم من غلاة اليمين اليهودي المتشدد شنّت الصحافة الاسرائيلية حملة نقد غير مسبوقة ضد هذه الحكومة ما يثير فزع نتانياهو وسيدفعه الى ارتكاب المزيد من القرارات الارتجالية و" الحماقات " لاسترضاء الجمهور .
ديوان نتانياهو عصر يوم الاربعاء مؤتمرا صحفيا لاستعراض ما وصفها "انجازات الحكومة خلال الأيام المئة الأولى من ولايتها ". وقال سكرتير الحكومة تسفي هوزير, ان نتنياهو تمكن من تحقيق توافق واسع في اوساط الجمهور الاسرائيلي حول القضايا السياسية, بما في ذلك ضرورة اعتراف الفلسطينيين بدولة اسرائيل كدولة يهودية, واستيعاب اللاجئين الفلسطينيين خارج حدود دولة اسرائيل.
وقال المستشار السياسي لنتانياهو رون ديرنير "انه اذا رفض الفلسطينيون الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل, فيعني ذلك انهم لا يريدون السلام".
ولكن الصحف العبرية كانت قاسية على نتانياهو حين اختارت لصفحاتها الاولى عنوانا من كلمة واحدة ( تراجع ) وذلك فيما يخص فرض ضرائب القيمة المضافة على الفواكه والخضروات ، وكان يكفي ان رسام كاريكاتير في صحيفة ليرسم ساخرا من هذه الضريبة حتى تراجع نتانياهو عن قراره قبل ظهر نفس اليوم ما جعله مسخرة امام النقاد السياسيين وانه يضع قراراته اعتباطا ويتراجع عنها ارتجالا .
وهاجمت زعيمة المعارضة تسيفي ليفني حكومة نتنياهو بعد مرور مئة يوم على تشكيلها حيث قالت " كل ما عملته هذه الحكومة منذ تشكيلها فقط أن تتظاهر ولا يوجد اي شي حقيقي ، لقد التقيت مع نتنياهو قبل تشكيل الحكومه واكد في اللقاء انه سيقوم بعمل تغيير استراتيجي في مواقفه ولكن واضح حتى الان انه لم يتغير شيئا " جاءت اقوال ليفني اليوم لاذاعة الجيش .
وكذلك تصريحات اعضاء من حزب كاديما اللذين قاموا بعقد مؤتمر صحفي اليوم في الكنيست الاسرائيلي بحضور داليا اتسيك ومائير شطريت وايلي حسون ونحمان شاي وجاء هذا المؤتمر الصحفي تحت عنوان " 100 يوم , صفر من النتائج , هذا هو نتنياهو نفسه " وقد هاجم اعضاء كاديما حكومة نتنياهو التي لم تستطع ان تعمل شيئا على صعيد التدهور الاقتصادي بل على العكس كافة الخطوات التي اتخذتها الحكومه تعمق الازمة الاقتصادية .
اعضاء كاديما وكذلك زعيمة الحزب ليفني اعتبروا ان الخطاب الذي القاه نتنياهو في جامعة بار ايلان واعلن فيه قبول حل الدولتين هو مجرد كذب وارضاء للسياسة الامريكية وهو ليس موقف نابع من قناعة اعضاء حزب الليكود وهذا ما صرح به العديد من اعضاء الليكود علنا وكذلك في لقاءات مع اعضاء من حزب كاديما .
وهو درس يجب على الحكومات الفلسطينية ان تتعلمه ، فليس شرطا ان تكون تملك الغالبية في البرلمان لتحقق خطة ناجحة والعكس صحيح سواء من فتح او حماس ، بل ان فنون السياسة وفن ادارة الحكم تقود الى منظومة دقيقة من التوازنات الدقيقة و على رئيس اية حكومة ان يدرك ان الجمهور وان كان لا يجلس في جلسات الحكومة الا انه يجلس في كل قرار حتى لو كان يتعلق بالخضار .
وعلى حكوماتنا الفلسطينية ان تدرك ان قضايا مثل اماكن العمل وحرية المشي في الشارع وحرية الغناء او الرسم وارتفاع اسعار البنزين ورفع اسعار السجائر والخبز وحتى معلبات المخلل والشطة قد تكون في لحظة من اللحظات اهم من كل الشعارات السياسية الكبيرة التي تهمها . وان شعور المواطن في قطاع غزة والضفة الغربية بقضاياه الصغيرة والتي تعتبر عمود فقري لحياته اليومية قد تقود الى قلب اية حكومة .