اليمن في عين العاصفة ..
العرض العسكري اليمني رسالة متأخرة موجهة إلى الداخل الذي لم يعد تحت السيطرة .
عندما تتحول الشعارات إلى مطالبة بالانفصال من جهة , أو إلى اعتبار الانفصاليين متآمرين من جهة ثانية .
تسقط رمزية الوحدة التي لم يكن مقدرا لها أصلا أن تكون حقيقية , بل أن تكون جغرافيا أوسع لديكتاتورية "يمينية" .
الخطر الحقيقي الذي يهدد الوحدة اليمنية ..
"خطر داخلي" , يمكن تعميمه على المشهد السلطوي العربي , ويتمثل بالنظام الجمهوري التوريثي المستند على أجهزة أمنية جبارة تتزايد مروحة استقلاليتها عن مركزية الدولة متحولة إلى دولة بديلة .
"ثنائية" النظام الجمهوري التوريثي وشريكه الأجهزة الأمنية ,
هذه الثنائية تسند إلى أرضية من الفساد تتغلغل إلى كل مفاصل الدولة .
وهذا الخطر الداخلي يفعل فعله على امتداد الجغرافيا العربية , ويقود إلى تهميش شرائح اجتماعية أو استبدالها , بل وتوتير للبنية الطائفية أو المذهبية , أو القومية , أو الخصوصيات , أو القبليات , وحتى في البُنى العشائرية والعائلية التقليدية , وعلى اتساع جغرافية كل قطر عربي , وعلى امتداد العالم العربي .
واليمن كما العراق أو لبنان أو السودان , نماذج لديكتاتورية السلطة العائلية أو الطبقة السلطوية العائلية لا فرق .
والتي تبقى وتستمر على حساب استقرار وانصهار النسيج الاجتماعي .
"خطر خارجي" , يتعلق أساسا بجغرافية اليمن المطلة على بحر العرب , المسرح المتوقع لصدام كوني , لا يزال احتمالا قائما بقوة , وضرورة لإطلاق بمعنى ولادة , عالم جديد على أنقاض عالم حطمته الهستيريا الأمريكية .
وعلى الأقل صدام إيراني إسرائيلي حتمي .
وهذا النوع من التوظيفات الإقليمية والدولية لموقع اليمن الجغرافي , يمكن أيضا تعميمها على جغرافية العالم العربي , في ملتقى القارات الثلاث .
والمطلة على الممرات البحرية الإستراتيجية الأهم في العالم .
وبلاد النفط الأقرب إلى مراكز الطلب العالمية الرئيسية .
كل ذلك يقود إلى القول أن اليمن هو مسرح حقيقي ناشط للقوى العربية (السعودية) , وللقوى الإقليمية (إيران وإسرائيل) , والدولية التي تستند على الإقليمية والعربية .
وكل ذلك يقود إلى القول أن الوحدة اليمنية , ليست هي الهدف الحقيقي لما يجري على الساحة الداخلية , ولكنها كبناء سياسي هش , في نظام سياسي أمني غرائبي , ستكون معرضة للانهيار , على خلفية الدور الجغرافي لليمن موحدا كان أو منفصلا .
بالرغم من أن الجميع يعتبر استمرارية الوحدة أكثر فائدة للمشهد الإقليمي والدولي , ولكن ذلك الاعتبار مجرد أمنيات لواقع لا يمكن له أن يحتمل كل هذا التوظيف والاستثمار .
الصومال والسودان , نماذج قريبة لواقع استخدام الجغرافيا مسرحا إقليميا ودوليا .
والعراق ولبنان , نماذج لحتمية ارتباط القوى الداخلية بالقوى المجاورة والإقليمية والدولية , وخروج المشهد الوطني بكل شعاراته , عن المسار الوطني المستقل بكل تداعياته .
أحداث قلقيلية ..
في رمزيتها الإستراتيجية , تشير إلى مسار انتقال السلطة من السيد أبو مازن إلى السيد سلام فياض .